نعم واصلوا جهادكم، ولا تفتروا وموتوا في سبيل الله ولا تستسلموا، وكونوا أذكى من مارد العصر وطاغوته، لا يخدعنكم المعتدي الصليبي الذي أشعل الأرض كلها فتنة على المسلمين، لا يخلو بلد من بلدانهم من عدوانه إما بالسلاح مباشرة، كما هو الحال في العراق وأفغانستان، وإما بالوكالة كما هو الحال في الأرض المباركة فلسطين، وفي أرضكم التي خطط لغرس عملائه فيها ليجتثوا شجرة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" صلى الله عليه وسلم منها.
أرسل جيوشه العدوانية وأسلحته المدمرة، وسلط عملاءه الذين رباهم في بلاده وحملهم على دباباته وطائراته، ومكنهم من اعتلاء كراسي الحكم في بلادهم ليقتل بهم أبناء وطنهم ويشردهم ويقضي على الأخضر واليابس فيها باسمهم، وحاول أن يخدع من لا ألباب لهم بإجراء انتخابات تمثيلية في العراق وأفغانستان كاذبة، تحت أزيز الطائرات المقاتلة وإطلاق الصواريخ التي دمرت المحافظات والمدن والقرى العامرة.
وقد انفق – ولا يزال ينفق مليارات الدولارات – في كل أنحاء الأرض ليحسن وجهه القبيح عن طريق عملائه الصغار والكبار، وعن طريق وسائل الإعلام التي يوجهها عبيده المنافقون
وإننا لنرجو من الله تعالى أن يوفق رجال الإسلام في كل بلدان المسلمين، أن يعدوا أنفسهم للدفاع عن أوطانهم ودينهم وأمتهم، ويتوكلوا على ربهم ضد هذا الطاغوت المتجبر في الأرض الذي استعمل نعم الله التي ابتلاه بها في معاصيه وفي الاعتداء على خلقه، ليفشلوا عدوانه ويقضوا على مآربه فيخسر أمواله ويهزم الله جيوشه وبقتلهم شر قتلة ويخرجهم من ديار المسلمين ذليلين حقيرين لا يلوون على شيء، وما ذلك على الله بعزيز:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال (36)]
واليوم وقد رأى المعتدي هزيمة عملائه وانتصاركم في الصومال، بدأ يغازلكم ليخدعكم، ظنا منه أنكم من رجال الدراويش الذين التفت حولكم جماهير الشعب التي ذاقت الأمرين من الحروب الطاحنة في بلادكم.
إنهم سيخدعونكم بالتعامل معكم طامعين في إجراء تمثيلية جديدة من الانتخابات التي أجروها في العراق وأفغانستان، إنهم سيجيشون عملاءهم في الداخل والخارج ويغدقون عليهم الأموال ليوزعوها على من يظنون أنهم سيثقلون كفتهم في الانتخابات الديمقراطية الأمريكية! وينصبوا على حكم البلاد عملاء قد أعدوهم مثل ما أعدوا عملاءهم في العراق وأفغانستان، فاحذروا لعبتهم القذرة ولا تصدقوهم، فالشك في صدق الكاذب مرة واحدة هو الأصل، فكيف بمن لو وزن كذبه لأثقلت كفته كفة الجبال!
فواصلوا جهادكم وموتوا شهداء دفاعا عن وطنكم ودينكم وأمتكم، واحسموا أمركم مع عملاء المعتدين، فإما أن يعودوا إلى رشدهم و يلقوا سلاح الصليبيين ويضعوا أيديهم في أيديكم وأيدي شعبهم فتكونوا معهم كما قال الله تعالى:
{لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة (
]
وإما أن يلجوا في طغيانهم و ينفذوا أوامر أسيادهم، فبينكم وبينهم قول الباري جل وعلا: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة (9)]
وقوله تعالى: {فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة (194)}
فكل من اعتدى عليكم أو أعان على العدوان عليكم وظاهر عدوكم عليكم في بلادكم فهو معتد كافئوه بمثل عدوانه.
{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) [آل عمران]