تحرص الصين على أن يكون لها دور فاعل في المؤسسات الدولية المالية وتطالب بتعديلات على النظام المالي الذي يخضع لسيطرة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وتطالب بكين مجموعة العشرين بعملية تدريجية للإصلاح بعيداً عن الدولار, والتوجه نحو عملة عالمية بإشراف صندوق النقد الدولي. من جانبها رفضت واشنطن المقترح الصيني مؤكدة على متانة عملتها.
وفي ظل الأزمة المالية الطاحنة التي يواجهها العالم تعرضت بكين لضغوط غربية كي تساهم بجزء من احتياطاتها الإستراتيجية الضخمة التي تفوق تريليوني دولار في الإسهام بخطة حفز عالمية وزيادة إسهامها في صندوق النقد الدولي.
بكين من جانبها تطالب مقابل التعاون مع المطالب الغربية بأن يكون لها دور أكبر في صناعة القرار في المؤسسات النقدية الدولية وعلى رأسها صندوق النقد والبنك الدوليان.
وفي إطار تطورها النوعي أعلنت الصين كقوة اقتصادية عالمية ثالثه بعد إزاحتها لألمانيا، بينما تقترب بسرعة من اليابان.
وحصلت الصين على هذه المكانة بعد أن رفعت ناتجها المحلي الإجمالي إلى 3.4 تريليونات دولار للعام 2007، أي ما يزيد على الناتج المحلي الإجمالي الألماني، البالغ 3.3 تريليونات دولار لنفس العام.
وبقيت أميركا في الصدارة بناتج محلي إجمالي 13.8 تريليون دولار للعام نفسه، واليابان في المركز الثاني بناتج محلي إجمالي قيمته 4.3 تريليونات دولار.
بيانات أساسية
ويبلغ معدل دخل الفرد في الصين نحو 6100 دولار بينما يقدر حجم القوة العاملة بحوالي 807.7 ملايين نسمة، ويبلغ معدل البطالة 4% في العام 2008.
وتضمنت ميزانية الصين عام 2008 إجمالي مداخيل قدره 868.6 مليار دولار، وإجمالي مصاريف قيمته 850.5 مليار دولار، بينما وصل معدل التضخم 6%.
ويبلغ حجم الاحتياطات النقدية للصين 2.3 تريليون دولار ووصل معدل نمو الإنتاج الصناعي 10.7%، بينما بلغ حجم الصادرات (2008) 1.465 تريليون دولار وحجم الواردات 1.156 تريليون دولار.
"
تمكن الاقتصاد الصيني في الثلاثين عاما الماضية من تحقيق نمو اقتصادي مطرد واستطاع التحول من المركزية المحلية ليصبح أكثر انفتاحا على العالم ويعتمد على التجارة الدولية
"
مراحل التطور
تمكن الاقتصاد الصيني في الثلاثين عاما الماضية من تحقيق نمو اقتصادي مطرد واستطاع التحول من المركزية المحلية ليصبح أكثر انفتاحا على العالم ويعتمد على التجارة الدولية.
فعند نهاية العام 2007 بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في الصين 84 مليار دولار. في حين بلغت الاستثمارات الصينية في الخارج 118 مليار دولار. ويمكن تقسيم تطور الاقتصاد الصيني لمرحلتين هامتين:
- مرحلة البناء الاشتراكي (1949-1976) التي تميزت بإعادة تنظيم الفلاحة والاعتماد على الصناعة الأساسية والتجهيزية وإضافة إلى القضاء على النظام الإقطاعي.
- مرحلة الانفتاح على الرأسمالية (منذ 1978) التي تميزت بإدخال إصلاحات جذرية على الاقتصاد وذلك بالسماح بإنشاء مقاولات خاصة وتحديث الصناعة والسماح بالملكية الخاصة للأراضي وجلب التكنولوجيا الغربية.
المصدر: الجزيرة