خرج مهرجان تكريم النجم القطري المعتزل جفال راشد الكواري بأبهى حلة له, فنياً وتنظيمياً وجماهيرياً, فجاء على قدر أهل العزم وعلى قدر قيمة المحتفى به, فحضرت الجماهير القطرية بالآلاف وفاء لنجمها, وأضفت رونقاً على الاحتفالية التي تزينت بمباراة رائعة قدمها الزعيم القطري, فريق السد, أمام آي سي ميلان الإيطالي العريق الذي فاز بشق النفس 2-1 (الشوط الأول 2-1), ولولا فارق الخبرة لكان السد على الأقل خرج متعادلاً أو حتى فائزاً.
جاء اللقاء قمة في الأداء استمتعت به الآلاف في ملعب جاسم بن حمد المكتظ, والملايين عبر الشاشات, وتمكنت بين الشوطين من متابعة تكريم مميّز لجفال, وسط حضور الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني, والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء, وزير الطاقة والصناعة عبدالله بن حمد العطية, والأمين العام للجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس الاتحاد القطري لكرة لقدم الشيخ حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني, ونائب رئيس آي سي ميلان أدريانو غالياني, واللاعبين البرازيليين المصابين رونالدينيو وكاكا, تسلم خلاله النجم المعتزل هدايا تذكارية مختلفة, إحداها من اللاعبين المذكورين, وكذلك من الاتحاد الكويتي لكرة القدم بواسطة لاعبين من فريق الأشبال, وقام بعدها جفال بدورة حول الملعب شاكراً محبيه الذين ضاقت بهم المدرجات.
الشوط الأول
دخل الفريقان بتشكيلتين متشابهتين تكتيكياً 4-4-2, فدفع جمال الدين موسوفيتش مدرب السد بخلفان ابراهيم والغاني أوبوكو اغيمان في خط الهجوم, ولعب من خلفهم الغيني باسكال فيندونو وإلى جانبه النجم جفال راشد, في حين أشرك كارلو أنشيلوتي الثنائي البرازيلي باتو والأوكراني اندري تشفتشينكو في المقدمة, وتولى الإنكليزي ديفيد بيكهام وسط الملعب.
بدأ السد بقوة وتركيز كبيرين وسرعان ما بسط سيطرته على الميدان وسط استحواذ ملحوظ, فتناقل رجاله الكرة كثيراً في تمريرات أرضية متقنة يمنة ويسرة مع بروز لافت للغيني باسكال فيندونو والبرازيلي فيليبي جورج, فيما تراجع لاعبو ميلان مع تنظيم مميز في الخط الخلفي استطاع الحد من فورة وتفوق المضيف.
أولى الفرص أعلنها السد عبر فيليبي جورج الذي سدد في الدقيقة الأولى يسارية من خارج المنطقة أخطأت المرمى قليلاً, ليعود جورج نفسه في الدقيقة الرابعة ويلعب عرضية منخفضة متقنة وصلت لخليفة عايل المتربص عند فم المرمى, لكن محاولة الأخير في ركن الكرة وخداع الحارس كريستيان أبياتي لزمها بعض الدقة.
رد ميلان ببعض التحركات والهجمات المرتدة, فحاول بيكهام مراراً ضرب عمق دفاع السد عبر أرضيات أمامية لكن تشفتشينكو وقع أكثر من مرة في فخ التسلل وسط تألق دفاعي من الزعيم بقيادة العملاقين العمانيين محمد ربيع وخليفة عايل.
وبعد تصويبة بعيدة لفيندونو في الدقيقة 12 مرت بجانب القائم, أخذ ميلان شيئاً فشيئاً يتحرك أكثر نحو الهجوم بدءاً من الدقيقة الخامسة عشرة واستطاع مع الوقت امتصاص فورة السد, إلى أن أدرك الشباك القطرية في الدقيقة 26 حين مرر ايمرسون أمامية لتشفتشنكو الذي تقدّم من خلف الدفاع وعكس أرضية لباتو المنفرد والذي لم يجد صعوبة في إيداعها شباك الحارس محمد صقر, 1-0 لميلان.
وإثر ركلة حرة مباشرة نفذها جفال في الدقيقة 31 ذكرت الجماهير بأهدافه الرائعة, كاد فيندونو في الدقيقة 35 أن يدرك التعادل لولا تألق أبياتي, الذي فشل بعد دقيقة واحدة في التصدي لبديل "بو راشد" (خرج في الدقيقة 33), اللاعب محمد غلام الذي استلم عرضية داخل المنطقة فروضها وأودعها بحنكة تحت الحارس أبياتي لتنفجر المدرجات فرحاً ويصفق صاحب الحدث من خارج الملعب مطولاً لزميله.
لكن فرحة لاعبي السد وجمهوره لم تكتمل فصولاً حين تقدم الظهير الأيسر لوكا أنتونيني في الدقيقة 37 من وسط الملعب بسرعة هائلة, فاخترق عمق المنطقة السداوية, وتبادل الكرة مع تشفتشنكو قبل أن يسجل من داخل المنطقة إصابة التقدم لفريقه, 2-1 لميلان.
وقبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول كاد النشيط فيندونو لاعب سان اتيان الفرنسي السابق أن يعادل الأرقام, حين استلم كرة ماكرة من خلفان ابراهيم, فسيطر وسدد من داخل المنطقة أرضية متقنة كانت سرعة أبياتي في الانقضاض أسرع منها.
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني بتبديلات عديدة أجراها مدربا الفريقين أبرزها نزول فيليبو إنزاغي من جانب الفريق الإيطالي الذي استطاع أن يكون أكثر حضوراً فأجبر منافسه على التراجع للخلف مع تنفيذ السد لطلعات مرتدة على قدر عال من الخطورة, في الوقت الذي كان فيه خط دفاع الزعيم مميزاً فحمى ببسالة عرينه المحمي أصلاً بيقظة مشهودة من الحارس محمد الصقر.
وبعد فترة من الركود في أداء الفريقين لم تشهد أي فرصة خطرة على الرغم من دخول بيرلو, كاد السد أن يدرك شباك بطل أوروبا سبع مرات, في الدقيقة 67 حين وضع محمد عبد الرب بأرضية يمينية غاية في الدهاء زميله حسن هيدوس بمواجهة البرازيلي ديدا البديل الذي أنقذ التصويبة القطرية بارتماءة مميزة, ثم تكفل الدفاع بعده بإبعاد الكرة من أمام فم المرمى الخالي كلياً.
تحسّن أداء السد المنظم بشكل رائع بعد فرصة هيدوس وكان له أكثر من محاولة أبقت اليقظة حاضرة في دفاع ميلان الذي كان قريبا من تسجيل هدفه الثالث في الدقيقة 73 حين توغل البديل الشاب تباري فيردس في عمق المنطقة القطرية لكن خروج الصقر وقلة خبرة فيردس أجبرتا الأخير على تنفيذ تصويبة طائشة.
وعقب فرصة خطرة لميلان في الدقيقة 86 إثر معمعة كبيرة تكفل بها الصقر, الذي كان صقراً بحق, ومن بعده دفاع الزعيم, كاد الأخير أن يعادل الأرقام, حين قام الناشئ ناصر نبيل خميس بتصويبة صاروخية من حوالي الثلاثين متراً أجبرت الحارس ديدا على إخراج أفضل ما لديه لمنع شباكه من الاهتزاز لتنتهي المباراة بفوز "رقميّ" لميلان وتنظيمي وفني وجماهيري للمنظمين, أي نادي السد "الزعيم".
التشكيلتان الأساسيتان
السد: محمد الصقر, مسعد علي حمد, خليفة عايل, محمد ربيع, إبراهيم ماجد, جفال راشد الكواري, محمد عبد الرب, فيليبي جورج, خلفان ابراهيم, باسكال فيندونو, أوبوكو اغيمان.
آي سي ميلان: كريستيان ابياتي, لوكا انتونيني, جيسيبي فافالّي, ماريك يانكولوفسكي, باولو مالديني, ديفيد بيكهام, ماتياس كارداسيو, اميرسون, تياغو سيلفا, اندريه تشيفتشنكو, باتو.
المصدر: الجزيرة الرياضية