[center]
الرياضة.. نمط من أنماط الحياة الصحية
ينشر بالتعاون مع نساء سوريا
بقلم: ثناء السبعة
يمكن الترويج والتبني لأنماط الحياة الصحية على اختلافها عن طريق المدرسة والأندية والمنظمات الشعبية وكافة القطاعات المعنية بتحسين الظروف الحياتية للفرد
باتخاذ كافة الإجراءات والتعاون المشترك لمحاربة العادات السيئة وتشجيع كل ما يرتقي بصحة الفرد ودعمه ماديا ومعنويا .
ترتبط أنماط الحياة الصحية بالعناصر التالية:
* الغذاء الملائم
* التربية البدنية
* التدخين والمخدرات والكحول
* الصحة الجنسية والإنجابية
* الصحة النفسية
التربية البدنية:
من منا يجعل الرياضة من أساسيات حياته أي (روتين يومي)؟
تعتبر الرياضة من الأساسيات المهمة في حياتنا ولكن الكثير منا يغفل فائدتها, ربما بحجة قلة الوقت لديهم لممارستها وقد يكون لان فائدتها على الجسم لا نظهر في وقت قصير وإنما تحتاج لفترة من الوقت. حيث أن فوائد الرياضة ترتبط بعدد مرات مزاولتها وقوة الإرادة والحزم والانتظام.
بعد عدد من الدراسات وجد أن المشي لـ30 دقيقة يومياً قد يطيل عمر الإنسان مقارنة بمن لم يمارس الرياضة. وإن رياضة المشي يمكنها أن تقدم للإنسان الفوائد لتالية: تخفيض كولسترول الدم وضغط الدم والمحافظة على صحة القلب وتعزيز قوة العظام. وتساعد مع الحمية الغذائية على تخفيض الوزن. يساعد المشي على تحريك عضلات الأرجل. كما إن عضلات الظهر وبقية عضلات الجسم تستفيد أيضاً من المشي. إن تحريك عضلات الظهر واليد والكتف تساعد على ارتخاء الجسم والتحرر من أي شد أو توتر، وبالتالي تزيد فوائد المشي ومتعته في الوقت ذاته. وتظهر فوائد الرياضة بعد ستة أسابيع من بدايتها, وتكتمل بعد أشهر ستة. ويجب الانتظام في ممارسة الرياضة بحيث تكون ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، ويفضل أن تكون يومياً وبانتظام ولمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً. أما إذا قلّت عن هذه المدة، فلن تأتي بفائدة ملموسة، ويفضل شرب كمية من الماء لمنع حدوث جفاف.
إن أفضل طريقة لإنقاص الوزن تقليل السعرات الحرارية المأخوذة من الطعام وممارسة التمارين البدنية المستمرة. كما أن تخفيض الوزن بصورة فجائية ليس عملاً صحيحاً، فيجب أن تكون التمارين منتظمة للتخلص من الطعام الزائد عن حاجة الجسم للبناء والطاقة حيث تمنع تحوّل الطعام الزائد لشحوم متراكمة في الجسم مؤدية إلى السمنة التي قد تكون سببا محفزاً لكثير من الأمراض.
الرياضة والحالة النفسية:
لا تقتصر فوائد الرياضة على الجوانب الفيزيولوجية كالمحافظة على صحة القلب والمساعدة في خسارة الوزن، بل تتعدّاها لتشمل الجانب النفسي. يفرز الجسم أفيونات طبيعية تعلو نسبتها في الدم خلال قمة التمارين البدنية، وهي مسؤولة عن مشاعر السعادة والرضا ومحاربة الإحباط والشعور بالقلق.
تعزّز الرياضة الثقة بالنفس خاصةً عند تحسّن مظهر الجسم وتحقيق الوزن المرغوب ومنح الصحة ما تحتاجه من اهتمام. يعطي هذا الجانب النفسي للرياضة الدافع الأقوى للمثابرة عليها والمكافأة المثلى للجسم. كما يحصل المرء على المزيد من الدعم المعنوي والفوائد النفسية إذا أقدم بانتظام على تمارين أكثر شدّة وقوة وبالطريقة الصحيحة المناسبة لكل جسم.
ممارسة الرياضة تقي من الخرف المبكر:
نشرت مجلة لانسيت لأبحاث الأعصاب بحثا جديدا يحث الناس في أواسط العمر على ممارسة الرياضة للوقاية من الإصابة بالخرف عند تقدم العمر بهم. وقال البحث إن ممارسة الرياضة لنصف ساعة مرتين أسبوعيا يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير. أجري البحث على 1500 رجل وامرأة، أصيب 200 منهم بالخرف في سن يتراوح بين 65 و79. درس العلماء أسلوب حياة المصابين بالمرض قبل أكثر من 20 عاما في حياتهم عندما كانوا في أواسط العمر واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض كانوا أقل نشاطا وممارسة للرياضة عن نظرائهم.
السكري والرياضة:
ثلاثة أمور مهمة ومتلازمة لضبط سكر الدم: حمية غذائية ورياضة ودواء. الرياضة عامل مساعد وأساسي في علاج السكري، لكنها ليست بديلا. حيث ورد ذكر النشاط الجسماني كعامل مساعد في علاج السكري في قديم الزمان. ولذا فإن ممارسة النشاط الجسماني بالطريقة التي تناسب تكوين الجسم والابتعاد عن الخمول وعدم الحركة، يساعد على منع أو تأجيل حدوث مضاعفات السكري المزمنة وما ينجم عن ذلك من إصابات ووفيات. أي تساهم في الحفاظ على الوضع الصحي للإنسان المصاب بالسكري بحال أفضل لأطول فترة ممكنة.
المصاب بالسكري: عند تدريب المصاب بالسكري على ممارسة النشاط الجسماني على المدى الطويلن تزداد حساسية الجسم لفعل الأنسولين، والعكس صحيح، إذ إن الخمول وعدم الحركة يقللان من تحمل الجلوكوز وتزيد مقاومة الجسم لفعل الأنسولين حتى عند الشخص غير المصاب بالسكري. كما يمنحهم الانتظام على ممارسة الرياضة شعوراً بالسعادة لأنهم يلاحظون تحسّن وظائف الجسم وتناقص الإحساس بالخمول والكسل الذي كان ينتابهم.
المرأة الحامل: الدخول في مرحلة الحمل لا يعني الحكم على المرأة بالخمول والكسل، ولا يسوّغ لها أيضا الدخول في أي نشاط رياضي كان، بل يجب أن يكون الأمر وسطا. إذ يستحسن أن تمارس المرأة الحامل الرياضة، لكن مع احترام قواعد بسيطة واتخاذ احتياطات لازمة حسب فترة الحمل وحالة الوحام.
إيجابيات ممارسة الرياضة للحامل: تجلب ممارسة الرياضة للحوامل فوائد تنفع صحتها وتساعدها على التمتع بحمل سليم و عملية وضع أيسر. ولذلك نلاحظ في مجتمعاتنا أن عملية الولادة تكون على العموم أسهل بالنسبة لنساء البوادي والأرياف اللاتي اعتدن على النشاط البدني مقارنة مع مثيلاتهن في المدن والحضر. وفيما يلي سرد لبعض إيجابيات النشاط الرياضي للحامل:
* صيانة عضلات البطن
* زيادة مقاومة وصبر وجلد الحامل
* تحسين الحالة النفسية للحامل بمقاومة الاكتئاب وجلب الراحة
* تسهيل عملية الوضع لكون الرياضة ترفع من قدراتها التنفسية، وقد أظهرت مجموعة من الدراسات أن نسبة الولادة القيصرية منخفضة عند النساء اللاتي يمارسن الرياضة مقارنة مع النساء الخاملات.
هناك أنواع رياضة لا تشكل خطرا على صحة الحامل وجنينها، ويُنصح بممارستها، منها:
* المشي: يتميز بكونه في متناول الجميع، لأنه الحامل التي لم تعتد على ممارسة الرياضة، يمكنها اللجوء لرياضة المشي لسهولتها ولفوائدها الصحية ويمكن ممارستها طيلة أشهر الحمل.
* السباحة: تتميز بالاسترخاء الذي توفره للحامل، مما يجلب لها الارتياح و الانشراح، كما ترفع السباحة من كفاءة القلب والجهاز التنفسي ولا تصحبها مشاكل مفصلية وغالبا ما ينصح المختصون الحامل بالسباحة على الظهر.
* الجمباز اللطيف: يجب يمارس بحذر شديد وبصحبة أخصائيين ولذلك اشترطنا أن يكون الجمباز لطيفا لأن هذه الرياضة في هذه الظروف تساعد الحامل على الوضع. ولا يجب أن تتجاوز فترة ممارستها عشرين أو ثلاثين دقيقة مرتين أو ثلاثة في الأسبوع مع ضرورة الاهتمام بالإحماء قبل بداية أي حصة وتفادي عملية التمدد العنيفة لأن الرباطات المفصلية تكون مسترخية عند الحمل.
الرياضة منذ الصغر:
نظرا لكل فوائد الرياضة، لابد من جعلها نمط روتينيا لحياتنا وهنا يأتي دور رياض الأطفال لذلك يجب جعلها جزء أساسي من يوم الطفل في الروضة. من المفيد تنفيذ تمارين صباحية عامة وتخصيص حصة يومية للرياضة ليساهم ذلك في الاعتياد عليها. فالطفل يتلقف كل ما نعطيه. فلنجعل الرياضة كتعلم الحرف، يخصص لها الوقت المناسب ويكبر الطفل على ذلك. وطبعاً بمشاركة الأهل وجعلهم شركاء حقيقيين في تعزيز السلوكيات الإيجابية عند الطفل. عندها سيصل الطفل للمراهقة وهو يمارس الرياضة ويستفيد من فوائدها النفسية في تفريغ الطاقات التي تزداد بكثرة في هذه العمر وسيتجنب السمنة وهي مشكلة كبيرة لها اختلاطات كثيرة.
إحصائيات
تشير التقديرات عامة إلى أن أكثر من 60 في المئة من سكان العالم لا يمارسون النشاط البدني الكافي الذي يعود عليهم بالفوائد الصحية، ولاسيَّما الفتيات والنساء. إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن مليوني وفاة سنوياً نتيجة انعدام النشاط البدني. وهذا أخطر من السل الذي يصيب قرابة مليون وسبعمائة ألف شخص سنوياً.
قُدمت هذه الورقة ضمن نشاط دائرة الرعاية الصحية الأولية مع الاتحاد النسائي العام بحمص بتاريخ 26 شباط 2007
في انتظار ردودكم الجميلة