من الدارج أن يصف الأميركيون أنفسهم بأنهم محافظون أو ليبراليون، لكن دراسة جديدة وجدت مثلاً أن الإقبال على الاشتراك في خدمات الترفيه الإباحي على الشبكة العنكبوتية، يتفاوت عبر الانتماءات.
فقد وجدت دراسة قومية واسعة النطاق لدفعات بطاقات الائتمان في سداد خدمات ترفيه "البالغين"، فروقًا بسيطة بين الولايات، في أنماط اشتراكات الترفيه الإباحي وزيارة مواقعه على الإنترنت، بحسب تقرير "إيه بي سي نيوز".
أجرى الدراسة بنجامِن إدَلمَن، الباحث بكلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، واستشاري شركات مثل مايكروسوفت وأميركا أونلاين وإحدى الشركات الرئيسية لترفيه البالغين.
وجدت الدراسة أنه عندما يتعلق الأمر بأنماط الترفيه الإباحي، يظهر التشابه بين الناس أكثر من الاختلاف، لكن الدراسة أظهرت أن الولايات الأكثر إقبالاً على زيارة المواقع الإباحية، تميل إلى أن تكون أكثر محافظة وتدينا، مقارنة بولايات أقل إقبالاً على تلك المواقع.
وهكذا ستجد أن بعض من هم أكثر استنكارًا لانتشار الإباحية، هم مستهلكون يقبلون على ذات الأشياء التي يزعمون أنهم يستنكرونها.
"
صوتت ثمان من أكثر عشر ولايات اشتراكًا في المواقع الإباحية، لصالح جون ماكين الجمهوري في انتخابات 2008، وكانت فلوريدا وهاواي استثناء. وصوتت ست من أقل عشر ولايات اشتراكا في الترفيه الإباحي لصالح باراك أوباما
"
تناقضات ومفارقات
استخدمت الدراسة بيانات بطاقات ائتمان الزبائن التي تغطي عامين من النشاط (2006-2008)، حيث أتاحتها شركة ترفيه تدير عشرات المواقع الإباحية. وتشمل البيانات تاريخ الشراء، والرمز البريدي للزبون.
بعد احتساب فروق اختلاف الولايات في خدمات إنترنت الموجة العريضة، وإمكانية الحصول عليها، والفروق السكانية، وجدت الدراسة فروقا صغيرة نسبيا بين الولايات الأكثر اشتراكًا في خدمات الترفيه الإباحي والولايات الأقل اشتراكًا فيها.
وكانت ولاية يوتا (سكانها من طائفة المورمون المحافظة) هي الأكثر شراء للترفيه الإباحي بمتوسط 5.47 اشتراكات لكل ألف مستخدم لإنترنت الموجة العريضة، في حين كانت مونتانا الولاية الأقل شراء لتلك الخدمات بمتوسط 1.92 اشتراك لكل ألف. وهي فروق لا يعتبرها مؤلف الدراسة صارخة.
احتلت ولاية وست ڤرجينيا المرتبة العاشرة، بمتوسط 2.94 اشتراك لكل ألف، وجاءت ولاية متِشيغَن في المرتبة 41، بمتوسط 2.32 اشتراك لكل ألف.
وصوتت ثمان من أكثر عشر ولايات اشتراكا في المواقع الإباحية، لصالح جون ماكين الجمهوري في انتخابات 2008، وكانت فلوريدا وهاواي استثناء. وصوتت ست من أقل عشر الولايات اشتراكا في الترفيه الإباحي لصالح باراك أوباما.
الممنوع مرغوب
كذلك، انخفضت مشتريات رواد الكنائس من الترفيه الإباحي أيام الآحاد، وارتبطت كل زيادة بواحد في المائة في الحضور الديني بانخفاض 0.1 في المائة لاشتراكات الترفيه الإباحي ذلك اليوم. لكن إنفاقهم أيام الأسبوع الأخرى يضعهم في مستوى بقية البلاد.
وفاقت اشتراكات سكان 27 ولاية، تحظر قوانينها زواج المثليين، اشتراكات سكان الولايات الأخرى بنسبة 11 بالمائة.
ولأجل تناول أفضل للارتباطات الأخرى بين المواقف الاجتماعية واستخدام الترفيه الإباحي، ضاهى المؤلف بياناته بحصيلة دراسة سابقة حول مواقف الرأي العام اتجاه الدين.
فالولايات التي أقرت غالبية سكانها عبارة: "لدي قيم قديمة حول الأسرة والزواج"، حققت اشتراكات ترفيه إباحي تزيد بمتوسط 3.6 اشتراكات لكل ألف مستخدم مقارنة بولايات رفضت أغلبية سكانها العبارة.
وظهر فرق مماثل بين ولايات تقبل غالبيتها بأن: "الإيدز ربما يكون عقابا من الله للسلوك الجنسي غير الأخلاقي" وأخرى ترفض غالبيتها ذلك. ويفسر مؤلف الدراسة هذه التناقضات بفرضية القمع، حيث يصبح الممنوع مرغوبًا أكثر.
المصدر: الجزيرة